يامن شربت منه ماء الحياة وتنفست منه عطر الرجولة ، إليك أيها السابح للبعيد-رحمك الله يا والدي -إليك قطع قلبي أنثرها على ورق كأطهر ماء ورد أنثره على قبرك .
رثاءِ فيكَ أم فيًّ الرثــاءُ وهذا النعشُ أم هذي السماءُ وما أدري بمن فوقَ الأكفِ أكــانَ الأنِتـها أم الإبتداءُ وجسمي يا ترى المرفوعُ هذا وقد غطاهُ من روحي البكاءُ أم الأنواءُ مَ اسطاعت طويلاً لتقضي فيكَ ما يقضي العزاءُ فسآلت يومها دمعاً شجياً بدى لي حالها أنَّىســواءُ وهاجت من تقاطرهِ رمالٌ كـأن الأرضَ ألمَّها القضاءُ ***** وكانت جمعة ما كنتُ أدري أحلَّ الصبح أم حلَّ المساءُ و سِتُ الأوجهِ أصبحن سبعاً لِما بالحزن قد خُلط َالفضاءُ و نفسي سآئلت نفسي أحقاً توارى فجأةً عــنا السناءُ أحقاً أنتَ ذيًّــاكَ المسجى يحاكي نور غُرتكَ الذكــاءُ و تبدو مثلما طودٍ تهاوى ولكــن للعلا ذا الأرتماءُ أحقاً غمضُ عينيكَ ارتحالٌ إليهِ مـــا لنا بـعدُ إلتقاء ***** أبي دعني أُحـاكيكَ الحكايا كـلامُ الابن للأبِ ارتواءُ -و ما أحلاهُ من لفظٍ جميلٍ (أبي)إن قلتها يحـلو النداءُ- أراكَ اليوم قـد أمهلتَ عنا وما قد كان من قبلُ الجفاءُ وما عودتنا منـكَ إبتعاداً و صــداً إن ترامانا العناءُ وكم أيديـك تَغمرنا حناناً ليهمي غَيثهُ فينا الـرخاءُ أجبني يا أبي وارحم فؤاداً كسيرا قـد بـراه ُالإبتلاءُ أحقاًَ ما لهذا النأي قربٌ كما بي ليسَ للدمعِ إنقضاءُ ***** أبي لو جازَ لي سكبُ الحنايا لعَّز من الوجود لها احتواءُ و لكَّن القضا قد خَط أمراً وخطُ اللوح ِ يجري ما يشاءُ فصبراً إن بقى فيَّ اصطبارٌ بقلبٍ قد قسى فيهِ البلاءُ سلامٌ ما ذرى بالأفق فجرٌ الى مثواكَ ما دامَ الثواءُ |