قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالشيخ سعيد السلاطنة
 
ماذا سأقول في مولد الحسين(ع)
شبكة النعيم الثقافية - الشيخ سعيد السلاطنة - 2006/08/26 - [الزيارات : 5660]

قال الرسول الكريم (ص) حسين مني وأنا من حسين.
هذه الكلمة الشريفة رسم النبي(ص) من خلالها كل أبعاد شخصية الإمام الحسين (ع). واسمحوا لي أيها الأحبة أن آخذكم معي في جولة ولائية سريعة لسبر أبعاد هذه الكلمة الشريفة.
إذا نظر الإنسان لأول وهلة لهذه الكلمة يرى بأنها اشتملت على شقين:
الأول: حسين مني.
الثاني: وأنا من حسين.
الشق الأول من كلمة النبي لو تأملنا فيه مليا لوجدناه يرسخ مفهومين من شخصية الحسين (ع)
المفهوم الأول : النسبي (حسين مني ) أي من نسلي وذريتي . وقد سعى الامويون والعباسيون جاهدين لطمس هذا المفهوم النسبي للحسين(ع) بالرسول الكريم ، ومحاولاتهم الفاشلة ذكرها التأريخ ، واسمحوا لي ان اذكر لكم محاولتين :
المحاولة الأولى : محاولة الرشيد مع الإمام الكاظم أنّ هارون الرشيد دخل إلى قبر رسول الله (ص) بالمدينة.
فقال: السلام عليك يا ابن العمّ.
فقال الإمام موسى الكاظم: السلام عليك ياأبه، فاغتاظ هارون الرشيد من ذلك.
وفي مجلس آخر سأل الرشيد الاِمام الكاظم، بمَ تدّعون أنّكم أولاد رسول الله وورثته دوننا وكلّنا أبناء عمّ.
فقال الإمام الكاظم للرشيد: أرأيت لو أنّ رسول الله خطب إليك ابنتك أكنت تزوّجه؟
فقال الرشيد: إي والله ! وافتخر بذلك على العرب والعجم.
فقال الإمام الكاظم: ولكنّه لو خطب ابنتي لا يسعني أن أزوّجه لاَنّه أبي، فأُفحم هارون الرشيد. 1)
المحاولة الثانية: ذكر ابن خلكان في (وفيات الأعيان) أن يحيى بن يعمر كان عداده في بني ليث لأنه حليف لهم، وكان شيعياً من الشيعة الأولى القائلين بتفضيل آل البيت من غير تنقيص لذي فضل من غيرهم. ثم ذكر قصة له مع الحجاج، وإقامته الحجة على أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم من آية (ووهبنا له إسحاق ويعقوب) إلى قوله تعالى: (وزكريا ويحيى وعيسى). قال يحيى بن يعمر: وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا هو المفهوم الأول الذي أراد النبي ان يرسخه .
المفهوم الثاني : المفهوم الجسدي (حسين مني ) أي قطعة من جسدي لحمه لحمي ودمه دمي من آذاه فقد آذاني .
وهناك الكثير من الشواهد التي تؤكد على هذا المضمون منها:
الرؤية التي رأتها السيدة ام الفضل بنت الحارث في منامها ولم تهتد إلى تأويلها ، فهرعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلة له : « إني رأيت حلماً منكراً كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري ؟ ... » فأزاح النبي مخاوفها وبشرها بخير قائلاً : « خيراً رأيت ، تلد فاطمة ان شاء الله غلاماً فيكون في حجرك ... » ومضت الأيام سريعاً فوضعت سيدة النساء فاطمة ولدها الحسين فكان في حجر أم الفضل كما أخبرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم 2)
الشق الثاني : من الحديث الشريف يقول: ( وأنا من حسين) جلس العلماء والمحققون جلسة تأويل لهذا الحديثالشريف لها بداية وليس لها نهاية من أجل الوقوف على أبعادها :
البعض قال أنها تدل على أن الرسول خلق من نور الحسين (ع) فلذا قال (ص) وأنا من حسين . ومن جملة ماستدل به أصحاب هذا التعليل العبارة الموجودة في زيارة الجامعة المقدسة ( خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين) ولكن لو تأمل الإنسان أدنى تأمل يرى بأن هذا التأويل فيه أمران:
الأمر الأول : ان ما ذكر في زيارة الجامعة ليس فيه مزية خاصة بالحسين (ع)
الأمر الثاني: ان هذا التعليل لا ينسجم وعظمة النبي الذي هو أعظم المخلوقات وسيد الكائنات .
التأويل الثاني: يقول إنما يستفاد من كلمة النبي (ص) التوجه العاطفي المجرد كما يقول الأب لولده أنت مني وأنا منك. وهذا التأويل لايمكن قبوله لأن النبي كما يقول القرآن {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} 3/4 سورة النجم. وكما تعلم ان الاتجاه العاطفي المجرد لا ينسجم مع الآية والعصمة .
التأويل الثالث: وهو الاتجاه الذي يقول لولا النهضة الحسينية المباركة لما حصل الدين على طابع الاستمرارية والدوام فكلمة النبي (ص) (وأنا من حسين) أي لولا الحسين لم يستقم الدين . وهو القائل في يوم عاشوراء ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني. ومن هما نعرف بعد الكلمة القائلة : ان الدين الإسلامي محمدي الوجود حسيني البقاء .
ومن الشواهد الدالة على ذلك ماينقل انه حينما دخل الإمام زين العابدين إلى المدينة عند رجوعه من واقعة الطف ، جاءه رجل وقال له : أقتل أبوك ؟
فقال الإمام: بلا . فقال السائل اقتل أبناء أبيك ؟
فقال الإمام: بلا. فقال السائل اقتل أصحاب أبيك ؟
فقال الإمام: بلا .
فقال السائل إذا من المنتصر؟
فقال الإمام: إذا جاء وقت الصلاة وسمعت الأذان اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله ستعرف من هو المنتصر.


1)عيون أخبار الرضا (ع) 1 : 66 ح 9 .
2) مستدرك الصحيحين : 3 | 127 عن حياة الإمام الحسين للقريشي : 26 .

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م