قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتعلي مجيد السكري
 
لبنان ..الشعب الذي يحب الحياة
شبكة النعيم الثقافية - 2006/09/20 - [الزيارات : 8125]

لبنان ..الشعب الذي يحب الحياة

 

كتب- علي مجيد:

ما إن وصلنا أنا وصاحبي الى الحدود اللبنانية وعبرناها بعد إجراءات ليست بالشديدة، حتى كانت أمامنا منطقة (المصنع) التي تعرضت للضرب خوفاً ان تصل مساعدات السلاح من سوريا الى حزب الله أثناء الحرب، فكانت هذه المنطقة أول مشاهداتنا للحرب، كان بمعيتنا طبعاً سائق تاكسي لبنانياً، إلا انه غريب الأطوار ، بنيته الجسمية قوية الى درجة أنني طلبت منه ان يضع إصبع يده أمام أصبع يدي، فلما نظر لها تبسم وتبسمت للفرق الكبير في حجم الأصبعين، وكلما مر على احد رماه بكلمة، فكانت الرحلة معه من دمشق الى بيروت ممتعة، وفي ذات الوقت كانت خطرة نتيجة أمرين، احدهما السرعة الكبيرة التي كان يقود بها السيارة، أما الأمر الأخر فهي المناطق المنكوبة وإصراره مخالفة الأمن الداخلي اللبناني الذي يطلب منه ان لا يذهب الى هذه المناطق بسبب وجود القنابل العنقودية التي خلفتها إسرائيل، ولكنه كان يتخذ طرقاً ملتوية للدخول لها لأنها طرق تصلك الى بيروت في مدة اقصر من غيرها.

وصلنا الى بيروت، بمنطقة (الجاندارك بالحمرا) وكان النازحين للتو استقلوا سياراتهم للعودة الى بيروت حيث أننا وصلنا يوم الثلاثاء، وقرار الأمم المتحدة بوقف الحرب كان يوم الاثنين.
ما ان وصلنا حتى قررنا ان نذهب الى الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد ان أخذنا (قيلولة) كنا مجبرين ان نأخذها بسبب عناء وتعب السفر، وصلنا الضاحية، استقبلتنا رائحة الدم  التي تعطب الأنف، والوجوه الذي بان عليها الانكسار وان استشعروا النصر، البيوت المهدمة، دموع الأمهات.
كان بانتظارنا اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، اصطحبونا بجولة في الضاحية، وقرروا ان نرافقهم صباح اليوم الثاني الى منطقة صريفا حيث تشييع 30 شهيداً من مختلف الأحزاب التي شاركت في المقاومة.
انطلقنا معهم الى صريفا، وقبل ان نتوجه الى مكان التشييع مروا بنا على والد احد الشهداء لنقدم له العزاء، شعر لحيته أبيض اللون، لابساً ثوب السواد، وبعد ان جلسنا في منزله المتواضع قال لنا : (أنا أرى صورة ابني في وجوهكم.. ولكن حزني سيكون على فراقه فقط).

وصلنا بعدها الى صريفا مكان تشييع جثث الشباب ودموع الأمهات ترغمك على البكاء لأنك لا تستطيع ان تسمع تلك النواعي المؤلمة، تقدمت التشييع قرع لطبول الحرب كانوا يقرعونها شباب حركة أمل، ومن ثم اعلام حمراء رفعوها شبيبة الحزب الشيوعي اللبناني وكذلك حزب التجمع القومي السوري، بعدها لطم على الصدور وموكب عزاء وأعلام صفراء، هم رجال التعبئة لحزب الله وجمهورهم.
انطلقت تلك المسيرة المهيبة، مسيرة مختلطة رجالاً ونساء، شيباً وشباباً، حتى وصلنا الى المقبرة.. فأطلقت الشعارات المعاهدة بعدم النسيان والمضي في نفس الطريق، وحبات الأرز تتناثر على النعوش التي تضم الشهداء وكل حزب لف جثمان شهيده بعلم الحزب لا علم الدولة.. ففهمت حينها ان هذه الدولة تحكمها الطوائف والأحزاب.

في السفر كنا نتتبع بعض الأخبار، فالصحفي مهنته تلاحقه في كل مكان، تعرفنا حينها على احد الصحافيين السعوديين، وكان مولعاً بلبنان، يعرف الكثير عنها، صاحبناه الى أماكن كثيرة، فكنا ننطلق صباحاً ونذهب الى الجنوب منطقة منطقة، ثم نعود الى الضاحية في منزل عائلة (آل سليم).
كان منزلا كبيراً.. دخلنا هذا المنزل.. فاستقبلنا رجل طلق اللحية، من أول وهلة شعرت ان هذا الرجل ذو مكانة، فتبين انه رجل دين لابساً قميصاً أسود، و(بنطال) ازرقاً من نوع (الجينز)، اسمه الشيخ بلال.. وهو يعمل مع حزب الله في أمن الضاحية، بعد ان تعرفنا عليه عن قرب.. وجدته شخصية مختلفة.. انه ليس كباقي رجال الدين.. كان كثير المزاح.. ولكنه شديد البأس ضد إسرائيل.. نقل لنا احد أصحابه ان الشيخ بلال شهر السلاح في وجه أبناءه بما فيهم ابنه الذي لا يتجاوز 12 عاماً، وهددهم اذا لم يتوجهوا الى الجبهة في الجنوب فسيكون خلاصهم على يده.. أما ابنه الصغير لم يكن في الجبهة ولكن كانت له مهام حزبية تتناسب مع عمره.
الشيخ بلال.. لا يقدس احد.. فعلى الرغم انه حزب اللهي.. إلا انه ينتقد الحزب وبشدة.. لأنه يعرف ان النقد هو الذي ينمي ويطور لا التقديس الأعمى الذي لا يزيد إلا التخلف والجمود.
في محصلة هذه الزيارة التي شاءت الظروف ان تأخذني الى هذا البلد المنكوب توصلت الى نتيجة ( ان لبنان دولة تحكمها الطوائف.. ما إن تغفوا عيون الشهداء حتى تسرقها أعلام الأحزاب.. ولكنه شعب يحب الحياة وقادر على النهوض)

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م