قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالشيخ سعيد السلاطنة
 
كيف هجر القرآن ولماذا؟
شبكة النعيم الثقافية - 2006/10/04 - [الزيارات : 6241]

كيف هجر القرآن ولماذا؟

 

سؤال يحمل بين جنباته الالم والهم الكبير ..كيف والقرآن الكريم كتاب الحياة ..كتاب الخلود..كتاب الهداية ..فلماذا يهجر القرآن وهو المعين الصافي الذي ينهل منه العطاشى التائقون الى الصراط المستقيم؟

نعم تلك هي الحقيقة المرة ،وهي ان ظاهرة هجر القرآن في عالمنا المعاصر اصبحت تتفشى عند معظم أفراد المجتمع وفي معظم مؤسساتنا الدينية والاجتماعية  للاسف الشديد .

صحيح ان الناس في هذا الشهر الكريم تفتح بيوتها لتلاوة القرآن ،والكثير من الناس يعاهدون ان انفسهم ان يختموا القرآن في شهر رمضان ولو ختمة واحدة .

ولكن ما ان ينقضي الشهر الكريم الا ومعظم الناس قد ودعت القران وتلاوته ومجالسه . واذا سمعت القرآن بعد شهر رمضان تبادرت الى انفك رئحة الكافور ممزوجة بسؤال من المتوفى؟
 
القرآن الكريم الذي هو الاساس لبعث الحياة للناس صار وسيلة وعلامة على وفاة الناس!!!

ولذلك الإمام الخميني (قده)قال في وصيته الخالدة ايها المسلمون :انقذوا القرآن من المقابر)

وهاهو الرسول الكريم (ص) ينظر الى هذه الحقيقة المرة اذ يقف (ص)في عرصة القيامة في ذلك الموقف الرهيب رافعا القرآن بيديه قائلا:(يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)الفرقان 30

ولو سلطنا الضوء على واقعنا المعاصر لرأينا ان حقيقة هجر القرآن تكمن في اربعة مظاهر .

المظهر الأول: (هجر قراء وتلاوة المصحف الشريف)

والحال ان الامر القراني بالقراءةوالتلاوة لاغبار عليه وهو من المسلمات عند جميع المسلمين قال تعالى (فاقرأواماتيسرمن القرآن)المزمل20

وقال تعالى(ورتل القرآن ترتيلا)المزمل4

وقال الرسول الكريم(من قرأعشر آيات في ليلة  لم يكتب من الغافلين.ومن قرأخمسين آية كتب من الذاكرين .ومن قرأ ثلاثمئة آية كتب من الفائزين.ومن قرأخمسمئة آية كتب من المجتهدين)

فالرسول (ص) من خلال هذا الحديث يربي عن المسلم روح الاقتران بالقرآن منهجا  وبرنامجا حياتيا في كل يوم كي لايعيش المسلم الغفلة عن دستور حياته ،وكي يكون ذلك المسلم ذاكرا لله ، واذا ارادالفوز والاجتهادفعليه بالاكثار من القراءة للقرآن الكريم.

المظهر الثاني:(هجر الاستماع للقرآن)

انك لتعجب اذا رأيت الانسان يتوق لسماع كل شيء ولكن بمجرد ان يعرض عليه القرآن يعرض عن سماعه ،والحال ان الله يأمرنا ان نستمع للقرآن (واذا قرءالقرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون)

بل ان البعض اذا لايطيق سماع القرآن ويعتبره امرا يبعث على الملل ، وفي هذه الأيام أيام القرآن الكريم ترى عادة جديدة ظهرت في مجتمعنا وهي ان يفرد لقارئ القرآن غرفة معزولة عن موضع جلوس الناس في البيت الذي يقرء فيه القرآن ليأخذ الناس راحتهم في الحديث والكلام ، فيالها من ظاهرة مؤلمة ان تجد قارئ القرآن يقرء القرآن لوحده ليس معه حتى من يستمع اليه او يشجعه او يعينه او يرد عليه اذا اخطأ .

المظهر الثالث:(هجرحفظ القرآن)

انك لتتألم اذا وجدت الكثير من ابنائنا وبناتنا  يحفظون الكثير من المحفوظات حتى المعقدة في الحفظ ،ولكن اذا جئت اليهم لتجدهم في حفظ القرآن تراهم يتلعثمون في حفظ آية من كتاب الله،والحال ان الرسول الكريم يقول(ص) ان الذي ليس في جوفه شيء من الفرآن كالبيت الخراب)

المظهر الرابع: (هجر التدبر)

ومن مظاهر الهجر لكتاب الله هجر التدبر، والتدبر هو التأمل لآيات الله والوقوف على ابعادها ومكنوناتها، البعض من الناس يتصور ان التدبر في القرآن حكر على علماء التفسير ،وهذا القول غير صحيح لاصطدامه مع اطلاق قوله تعالى(افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب أقفالها)محمد24

فالتدبر حق للجميع كل بحسب ادراكه وثقافته التي لاتصطدم وهدف القرآن السامي(ذلك الكتاب لاريب هدى للمتقين)

المظهر الخامس: (هجرالعمل بالقرآن)

فالقرآن لم ينزل للثافة المعزولة عن العمل ،ولذا فحينما نقف في ليلة القدر ونضع القرآن على رؤوسنا نستلهم شيئا مهما مفاده( ان القرآن هو الحاكم على مركز القيادة عند الانسان وهو رأس الانسان ،اذافالقرآن هو الحاكم على جميع اقوالنا وافعالنا ونحن نقف في ليلة القدر على معاهدة الله لذلك)

ووما يخطر ببالي في هذا المجال ان عبدالملك بن مروان حينما قصد الحج مضى لمدينة الرسول (ص) فسأل اهناك احد من الصحابة بقي على قيد الحياة ؟
فقالوا له :لا.
فقال اهناك احد من التابعين؟
فقالواله: نعم هناك ابو حازم.
أمر بان يحضر ،فاحضروه وقد كان شيخا كبيرا.
فقال له عبد الملك: يااباحازم لما نكره الموت؟
فال ابو حازم:لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة ومن الطبيعي يكره الانسان ان ينتقل من عمران الى خراب.
فقال عبد الملك : كيف القدوم على الله ؟
فقال ابو حازم: اما المؤمن فكالغائب يرجع الى اهله يأنسون به ويأنس بهم،واما الفاجر الفاسق فكالعبد الآبق يرد الى مولاه.
فقال عبد الملك اين انا في كتاب الله ؟

وهذا موضع الشاهد .. فقال ابوحازم اعرض نفسك على القرآن وانظر اين موقعك في كتاب الله ؟

الله تعالى يقول: (ان الأبرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم)

اذا وأنا  أقرأ القرآن علي ان أفتش عن مواقعي في كتاب الله.. أين موقعي هل مع الظالمين... ام مع الفاسقين... ام مع الكافرين.. ام مع المنافقين ..أم مع المؤمنين . 

وبعد ذكر البعض من مظاهر هجر القرآن نأتي الى الاسباب لنتجبنها فنكون مع القرآن من شهر ربيع القرآن كما (قال الرسول الكريم(ص) لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان)

ويمكن الاشارة الى ثلاثة اسباب:

السبب الاول:(عدم صلاحية القرآن للتطور)
 
وهو ان البعض يرى ان القرآن كتاب غير صالح لأن ينسجم ومتطلباتنا الحياتية فهو كتاب عظيم وكان في عهد الرسول(ص) هو الاساس في بناء ذلك الجيل اما الآن ونحن في عصر التطور فعلينا بقراءة القران للبركة فقط.

وهذه شبهة ينبغي ان يطهر المجتمع  منها فالقرآن اهتدى به كل في مجاله، والهداية الى الصراط المستقيم لاتصطدم مع التطور ،بل هي خير معين على التطور والرقي الحضاري، والحضارة الاسلامية خير شاهد على ذلك.

السبب الثاني:(التعامل الخاطئ مع هيبة القرآن الكريم)

اذ ترى البعض يعتمد على نصوص مفادها ان من فسر القرآن برأيه فاليتبوء مقعده من النار ،فلذا فيحتم على الانسان ان يبتعد عن تفسير القرآن برأيه فهذا من المحرمات البينة .

وهذا التعامل الخاطئ مع هيبة القران هيمن  وللاسف حتى على بعض المفسرين بحيث تراه لايتعدى الفهم اللغوي للاية مخافة ان يقع في محذور تفسير القرآن بالرأي.

والحال ان التدبر والتامل والاتعاظ بالقرآن ليس له مدخلية بالتفسير بالرأي.

وكما يقول الامام الخميني(قده)ان من المحتمل ان يراد من  التفسير بالرأي المذموم في آيات الاحكام لافي آيات المعارف والعلوم العقلية التي توافق الموازين البرهانية.

السبب الثالث:(غياب مادة القرآن الكريم في مؤسساتنا الدينية)

ولو سلطت الضوء على حوزانتا التي تعتبر العمود الفقري لدعاتنا وعلمائنا لوجدتها خالية من دروس التفسير والتحفيظ للقران والتجويد .

وقد تجد البعض من الحوزات حينما اذا طرحت  درس التفسير او التجويد تجعله  درسا ثانويا ليس من دروس الحوزة الاساسية وهذه مغالطة فعلوم اللغة ماوضعت الا لفهم القران وكذا العلوم العقلية ماوضعت الا ليتذوق الانسان القران الكريم.. ولذا أوجه دعوة متواضعة من طويلب علم الى حوزاتنا في المملكة بأن تسعى جادة لعقد مؤتمر لمناقشة هذه الظاهرة الخطيرة على صعيد الحوزة أولا: وعلى صعيد المجتعمع ثانيا:

 وان كان في الآونة الأخيرة خرجت الى النور البعض من مراكز تعليم وتحفيظ القرآن في البحرين على يد نخبة من الشباب المؤمن وبمباركة علمائية خجولة ..وأقول خجولة لأن الحضور العلمائي فيها اضعف من ان يذكر..بارك الله لاخواننا فيما قاموا بهم وسددالله خطاهم ولقاهم الله الأمل ونتاج العمل..

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م