قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالسيد محمود الغريفي
 
اضاءتان في الزمن المظلم
سيد محمود الغريفي - 2007/07/05 - [الزيارات : 5691]

اضاءتان في الزمن المظلم

يتزامن في كل عام ذكرى ولادة الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء(ع) بنت الرسول(ص) وزوجة الأمير(ع) وأم المعصومين(ع) وذكرى ولادة الفقيه العارف الثائر السيد روح الله الموسوي الخميني (أعلى الله في الجنان شأنه) وذلك في العشرين من جمادى الأخرى..

ويجمع قسم من المؤمنين والمؤمنات هاتين المناسبتين معا معتبرين ذلك تقديرا وتكريما لهما معا، لوجود نقاط اشتراك بين تلك الشخصيتين وملتفتين إلى أن هناك مفارقة كبرى لا تلغي المشترك في الإحياء وهي العصمة التي هي فوق كل شيء.. بينما يعترض القسم الآخر على هذا الاشتراك لأنه لا يمكن الجمع بين إمام معصوم وإمام قائد في الحديث والخصائص، وإن الاقتران أو التلازم بين الاثنين قد يؤدي إلى الاشتراك في الخصائص ولو بمستوى من المستويات..

وقد وقع بعض ذلك إلا أن وقوعه لا يعني صحة هذا المدعى، وذلك لجملة من الضرورات وفي طليعتها:

أن الأمة التي يمثل الإمام القائد إليها جزء كبير من كيانها كما المعصوم (عليه السلام) لا يمكن ممارسة الإلغاء والتفريق لأنه قد يؤدي إلى نزعة عقدة تذهب بالحق جانبا وتؤثر على المسار الصحيح، وهنا ينبغي التعاطي مع القضية على أساس ما هي عليه ثم تقديم الخطاب الأكمل وفقا للمبدأ الثابت في الفكر الشيعي..

والخطاب الأكمل هو أن الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي القمة في الوجود وهي واسطة الفيض الإلهي العظمى التي لا ينازعها أحد، حتى أنه ورد في الخبر: (لولا علي لما خلقتك يا محمد، ولولاها [أي: لولا فاطمة] لما خلقتكما [ يا محمد، ويا علي])..

وقد انطلق الإمام الخميني (قدس سره) في مشروعه على هذا الأساس، ورصيد كلماته في مولاتنا الزهراء (عليها السلام) وكذلك مواقفه شاهدان على ذلك وإليك بعضا منها:

* أراني قاصرا في الحديث عن الصديقة الزهراء(ع) لذا سأكتفي بذكر حديث نقله الكافي الشريف بسند معتبر، جاء فيه أن الإمام الصادق(ع) قال: (عاشت فاطمة بعد أبيها خمسة وسبعين يوما قضتهن في حزن وألم، وخلال هذه الفترة زارها جبرئيل الأمين وعزاها بمصابها وأخبرها ببعض ما سيحدث بعد أبيها) [أصول الكافي: ج2، ص355]. يشير ظاهر الرواية إلى أن جبرئيل تردد عليها كثيرا خلال هذه الخمسة والسبعين يوما. ولا أعتقد أن مثل هذا قد ورد بحق أحد غير الطبقة الأولى من الأنبياء العظام.. فعلى مدى خمسة وسبعين يوما أتاها جبرئيل وأخبرها بما سيحصل لها وما سيلحق بذريتها فيما بعد، وكتب أمير المؤمنين(ع) ذلك. فهو كاتب الوحي فكما أن كاتب وحي رسول الله ، وطبيعي أن الوحي بمعنى نزول الأحكام قد انتهى بوفاة الرسول الأعظم(ص) كان كاتب وحي الصديقة الطاهرة خلال هذه الخمسة والسبعين يوما أيضا.

ثم يقول:

إنني أعتبر هذا الشرف وهذه الفضيلة أسمى من جميع الفضائل التي ذكرت للزهراء(ع) رغم عظمتها كلها، وهي لم تتحقق لأحد سوى الأنبياء، بل الطبقة السامية منهم، وبعض من هم بمنزلتهم من الأولياء، نعم لم يتحقق لأحد مثل هذا، وهو من الفضائل التي اختصت بها الصديقة فاطمة الزهراء(ع) [مكانة المرأة: ص25].

* إن مختلف الأبعاد التي يمكن تصورها للمرأة وللإنسان تجسدت في شخصية فاطمة الزهراء(ع).. لم تكن الزهراء(ع) إمرأة عادية، كانت إمرأة روحانية.. امرأة ملكوتية.. كانت إنسانا بتمام معنى الكلمة.. نسخة إنسانية متكاملة.. إمرأة حقيقية كاملة.. حقيقة الإنسان الكامل.. بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة.

* وقال:

لو كانت رجلا لكانت بمقام رسول الله(ص). غدا يوم المرأة حيث ولدت جميع أبعاد منزلتها وشخصيتها، غدا ذكرى مولد الكائن الذي اجتمعت فيه المعنويات والمظاهر الملكوتية الإلهية والجبروتية والملكية الإنسية، غدا ميلاد الإنسان بجميع ما للإنسانية من معنى. [مكانة المرأة: ص23].

* وقال:

امرأة هي مفخرة بيت النبوة وتسطع كالشمس على جبين الإسلام العزيز.. امرأة تماثل فضائلها الرسول الأكرم والعترة الطاهرة الغير متناهية.. امرأة لا يفي حقها من الثناء كل من يعرفها مهما كانت نظرته ومهما ذكر، لأن الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوة هي على قدر أفهام المخاطبين واستيعابهم، فمن غير الممكن صب البحر في جرة، ومهما تحدث عنها الآخرون فهو على قدر فهمهم ولا يضاهي منزلتها.. إذن من الأولى أن نمر سريعا من هذا الوادي العجيب [مكانة المرأة: ص24].

وله من الكلمات في هذا الوادي العجيب كما عبر الكثير مما يدل على عظمتها عليها السلام..

والمؤمل من كل المؤمنين والمؤمنات تقديم الزهراء(ع) على كل الوجود البشري وإظهار هذا الأمر في ذكر ولادتها (عليها السلام)..

كما انه من المؤمل من كل المؤمنين والمؤمنات مواجهة الشبهات المتكثرة حولها (عليها السلام) وعدم مراعاة بعض الاعتبارات الزائفة في وجودنا الدني.

كما أنه من المؤمل أيضا من المرأة بالخصوص أن تمارس البعث لخطاب العفة والطهارة والنقاء والكمال في عالم المرأة بمناسبة هذا اليوم العظيم الذي أختير لكي يكون يوما للمرأة.

والله ولي التوفيق.

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م